المد الإسلامي وبداية التدخل الأوروبي

مقدمة :
شكل العالم المتوسطي خلال القرنين 15 و 16م مجالا لاختيار موازين القوى بين العثمانيين من جهة وبين الأوربيين من جهة أخرى وامتد ذلك إلى العالمين الإسلامي والأوربي، واكتسح فضاءات تجاوزت البحر الأبيض المتوسط لتشمل وسط القارة الأوربية وكذا منطقة المشرق العربي. ماهي أسباب امتداد النفوذ العثماني والأوربي؟ ومراحل توسعها ؟ والنتائج المرتبطة بهذا التوسع؟

ارتبط امتداد النفوذ العثماني بعدة أسباب كما قطع عدة مراحل :

تمد أسباب امتداد النفوذ العثماني خلال ق 15 و 16م :

أسباب امتداد النفوذ العثماني بأوربا :
جعل السلطان من فتح القسطنطينية مهمته الأساسية حماية لمستقبل الإمبراطورية وتأهيل المواصلات للأملاك العثمانية بين آوربا وآسيا لاسيما وأن هذه المدينة كانت تؤي المطالبين بالعرش العثماني، ورغبة العثمانيين في الرد على البرتغاليين الذين عملوا على خنق الإقتصاد العثماني وذلك بضرب المراكز البرتغالية للسيطرة على البحر الأحمر وإغلاقه في وجه السفن البرتغالية والمسيحية .

أسباب امتداد النفوذ العثماني بالعالم المتوسطي :
حماية البلاد الإسلامية من أقطار المسيحيين الأوربيين التصدي للتهدي البرتغالي والتخلص من المضايقة البرتغالية والاسبانية ثم الرغبة بالسيطرة على تجارة الشرق الأقصى وتجارة الهند.

ساهمت عدة عوامل في توسيع نفوذ الدولة العثمانية خلال ق 15 و16 م :

العواكل الساعدة على امتداد النفوذ العثماني بأوربا :
- المغارة العسكرية للجيوش العثمانية الإنكشارية، التخطيط والتنظيم العسكري المحكم، المدفعية التركية الحديثة الموارد الوفيرة .
- استغلال العثمانيين للإنقسام السياسي الناتج عن ظهور البروتستانية والملكية القومية في أوربا دعم الحركات الإصلاحية المعارضة للبابوية والكنيسة، وعقد اتفاقيات مع مجموعة من البلدان الأوربية للحيلولة دون قيام تحالف ضددها (فرنسا وانجلترا) .
- نهج العثمانيون أسلوب التسامح الديني اتجاه شعائر الأديان الأخرى كاليهودية والمسيحية والاسلامية والتي انعكست بجدب المستمرين (النبلاء الفلاحين الفقراء) ضد الهابسبورغ الكاثوليك.

العوامل المساعدة على امتداد النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي :
كانت الدولة الصفوية تسد كل سد يحول دون امتداد النفوذ العثماني إلى ما وراء نهري دجلة والفرات كما احتضنت إيران بعض المطالبين بالعرش العثماني، ثم إن الصفويين اعتمدوا المذهب الشيعي الذي انتشر بين رعايا السلطان العثماني الشيء الذي دفع السلطان إلى ضرب الصفويين وانتهت المعركة التي دارت بين الطرفين في سهل "جال ديرات" بتفوق العثمانيين الذين كانوا أكثر عدة وتجربة وكذلك بسبب تهالك الحكام العرب في هذه الفترة.

امتداد النفوذ العثماني إلى ثلاث قارات :

مراحل امتداد النفوذ العثماني بأوربا :
هاجم العثمانيون القسطنطينية لدورها الإقتصادي والاستراتيجي وقد استغل العثمانيون إصابة جيوشنياني وحاصروا المدينة برا وبحرا فسقطت القسطنطينية 1453 واتخذها العثمانيون عاصمة لهم وسموها اسطمبول، وقد واصل العثمانيون الفتوحات في أوربا إذ علم السلطان سليمان بتزايد خطر شارك الخامس امبراطور النمسا واسبانيا وهولندا وألمانيا وقد استفاد من فرانسوا الأول ملك فرنسا للإمبراطور شارل الخامس وانشغال هذا الأخير بحركة مارتن لوثر الإصلاحية الدينية لشن حملة على الحجر وبعد معركة موهاكس سنة 1526 وبودابست عاصمة الحجر ثم فتحها ووصلت حدود العثمانيين إلى النمسا، كما قام سليمان بحصار فيينا 1529-1532 وفي 1541 أصبحت الحجر ولاية عثمانية.

مراحل النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي.
- السيطرة على الدولة الصفوية بإيران بعد انتصار العثمانيين عليهم يسهل "جالديران" سنة 1514 .
- توجه الجيش العثماني إلى الشام ومصر التي كانت تحت حكم المماليك وكان الإقتصاد المصري يعاني من نقص المداخيل يعد تحول طرق تجارية من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي وكذلك بسبب الكوارث الطبيعية وتفشي داء الطاعون، فانهزمت الجيوش المصرية في مارج دايف شمال جلب ودخل العثمانيون الشام ثم إلى مصر حيث انهزم المماليك في معركة 1517.
- أخضع العثمانيون وسط وغرب البحر المتوسط بواسطة قوة الأسطول البحري الذي مكنهم من حماية شواطئهم وأخضع العثمانيون المغرب الأوسط بسبب استنجاد خير الدين بهم لمساعدته على طرد الإسبانيين وكذلك لمواجهة مشكل القرصنة الأوربية ودعم حركة الجهاد البحري ضد الأوربيين
أسباب ومراحل بداية التخل الأوربي ونتائجه في العالم الإسلامي خلال ق 15 و 16م :

ارتبطت بداية التخل الأروبي بعدة أسباب :

- الموقع الإستراتيجي للمغرب إذ يطل على واجهتين بحريتين .
- الموقع الإستراتيجي الجزيرة العربية التي تمثل نقطة إلتقاء بين قارات ثلاث : آوربا وآسيا وإفريقيا .
- الرغبة في التحكم في طرق المواصلات العالمية، البحث عن طرق بحرية أخرى توصلهم إلى التحكم في التجارة الشرقية.
- الرغبة في القضاء على القرصنة الإسلامية والمغربية .
- استهدفت الوجود البرتغالي الشواطئ المغربية للتحصل بها كسبيل لضمان أمن شواطئهم وأراظيهم ضد كل هجوم إسلامي وبالتالي ضمان أمن سفنهم المبحرة في إتجاه سواحل غرب إفريقيا والهند.

مراحل بداية التدخل الأوربي في العالم الإسلامي خلال ق 15 و16م.

- في تونس كانت وسائل التدخل الأوربي كما يلي : تحرير الرقيق من الأجانب دون فدية، إقامة الأجانب بتونس وبناء الكنائس والمعابد لممارسة شعائرهم الدينية، التصدي للقرصنة والقراصنة سواء الأتراك أو المغاربة أو المسلمين منح النصارى حرية التجارة في تونس.
- استهدف البرتغال احتلال مدينة سبتة لأنها المنفذ الطبيعي لمرور القوافل للمغرب من البحر الأحمر عبر مصر، ليبيا والجزائر حيث شكلت عرقلة كبيرة لتجارة أوربا مع الشرق، كما اهتم البرتغاليون في سياستهم التوسعية بإغلاق البحر الأحمر لأنه يمثل الوساطة العربية بين آوربا والمناطق الأسيوية لذلك قاموا بتخريب مجموعة من الموانئ العربية كالخليج.

ترتب عن التدخل الأوربي في العالم الإسلامي مجموعة من النتائج :

النتائج الإقتصادية :

- تحويل الطرق التجارية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي .
- قطع الطريق أمام القوافل التجارية بين آروبا وإفريقيا عبر المغرب.
- قطع العلاقة التجارية بين المغرب والمدن الإيطالية.
- الإستيلاء على مصادر الذهب بالتوغل في إفريقيا الإستوائية .
- القضاء على الوساطة العربية بين آروبا والمناطق الأسيوية .

النتائج السياسية والعسكرية :
تجنيد المغاربة ومقاومتهم من أجل طرد الاحتلال الأوربي وطلب النجدة الذي تبنته الدولة السعدية والتي قادت للدفاع عن المغرب.
- استنجاد القبائل الجزائرية بخروج ضد الاحتلال الإسباني .
- استماتت بلدان المشرق العربي وتجندهم للدفاع عن حريتهم وكيانهم واستنجادهم بالدول الإسلامية (المماليك والدولة الصفوية) .

خاتمة :
قامت الإمارة العثنمانية على أساس الماومة لمواجهة بقايا الدولة البيزنطية مما ساهم في امتداد النفوذ العثماني إلى غاية القرن 16.

0 التعليقات:

إرسال تعليق